في سلطنة عمان

?????? ????????
الصور المرافقة


الجعرافي بين الشرق الأوسط والهند لعبت عمان منذ زمن طويل دورا تجاريا مهما في العالم الاسلامي. فقد كان بحارتها على معرفة بجميع طرق التجارة الممتدة على طول سواحل الجزيرة العربية وشرق الأقصى ، ومرت عبر موانئها السلع التي كان يطلبها حكام وشعوب الشرق والغرب. واكتسبت عمان من خلال ممارستها للتجارة معرفة بنقود العديد من البلدان والحكام، وقد مكنتها خبرتها في هذا المجال من الموازنة بين مختلف العملات وتفضل بعضها على البعض الآخر. وكان هذا التفضيل يعتمد على مدى الثقة بالعملة المعنية فينظر إلى سلامة سبيكتها وانتظام وزنها ورنينها وسهولة استبدالها ببضائع وخدمات مع احتفاظها بجاذبيتها فيما لو جرى تحويلها إلى مجوهرات لغرض ادخارها.

وقد سجل التاريخ سبقا هاما لعمان في مجال المسكوكات يتمثل في ان أقدم دار اسلامية لضرب النقود في شبه الجزيرة العربية قد انشئت بعمان. فأقدم قطعة نقود معدنية عرفت بشبه الجزيرة العربية تم ضربها في عمان، وهي درهم فضي يعود لعهد الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان، تحمل اسم عمان، وتاريخ الضرب(سنة81 هجرية الموافقة لسنة700 ميلادية). وفي الصفحات التالية نروي تاريخ هذه العملات قرنا بعد قرن.

القرن الأول

1-100هـ622-719 

عندما هاجر النبي (صلى الله عليه وسلم) من مكة المكرمة الى المدينة المنورة كان يجري تداول عملتين رئيسيتين في الشرق الأوسط وشبه الجزيرة العربية ، هما عملتا الامبراطوريتين البيزنطية والساسانية . استخدم البيزنطيون الذهب والنحاس لسك عملاتهم الرئيسية ، بينما استخدمت الفضة لسك عملة ثانوية . وبخلاف البيزنطيين ، قام الساسانيون بسك عملاتهم الرئيسية باستخدام الفضة ، بينما لعب الذهب والنحاس دورا ثانويا.

لم يكن لسكان الجزيرة العربية عملات خاصة بهم ، باستثناء شعب اليمن . وفي عهد النبي ( صلى الله عليه وسلم)استخدم المسلمون الذهب البيزنطي والفضة الساسانية في ممارساتهم التجارية . ومما لا شك فيه فقد لعبت هذه العملة الفضية دورا بارزا في الحياة اليومية لأمل عمان . وكانت عمان ، قبل بزوغ فجر الاسلام تقع في دائرة النفوذ الفارسي . وكانت الدراهم الساسانية هي العملة المتداولة والوسيلة المقبولة للتعامل . وقد دلت على ذلك كميات الدراهم التي عثر عليها أثناء التنقيبات الاثرية في ساحل الباطنة . وبد ذلك وصلت الدراهم العربية الساسانية التي سكها الحكام العرب الى عمان عن طريق التجارة والاتصالات الحكومية وشكلت المخزون النقدي الشائع في البلاد.

إن أول قطعة نقدية تحمل اسم دار الضرب "عمان " هي درهم يعود تاريخه ، لسنة 81 هجرية . وهي بلا شك أول أثر مؤرخ من بين الاثار المعدنية أو الحجرية أو الخشبية أو الرقية التي تحمل اسم عمان ، كما أنها أول قطعة معدنية اسلامية مؤرخة من شبه الجزيرة العربية . وثمة درهم آخر نادر جدا ضرب في عمان في عام 90 هجرية ولا توجد إشارة تاريخية إلا لاثنين منه ومن المحتمل أن يكشف المستقبل عن تاريخ أو تاريخين لعملات ضربت في عمان تعود الى فترة التسعينات الهجرية ، لأن دورا عديدة في العراق أصدرت دراهم بين عام 90للهجرة وقبل اغلاق دور الضرب في سنة 98 هجرية .

ويحمل الدرهمان النقوش المتعارف عليها في العملات الاموية التي سكت في فترة ما بعد الاصلاح الذي حدث في أسلوب الضرب . ففي وسط الوجه نقش الجزء ادول من شهادة التوحيد على ثلاثة سطور كما يلي :

لا إله إلا

الله وحده

لا شريك له

وفي الحاشية نقشت العبارة التي تظهر التاريخ وهي "بسم آلله ضرب هذا الدرهم يعمان في سنة أحدى وثمانين أو تسعين ".

وفي وسط ظهر العملة نقشت عبارة من 4سطور مأخوذة من سورة الاخلاص (جزء من :لآية الأول ثم الآيتان الثانية والثالثة ):

إن عدم وجود أية كميات كبيرة من النقود الأموية البحتة من عمان يدفع المرء الى الافتراض بأن كمية الأموال الموجودة في المنطقة خلال القرن الأول الهجري كانت ضئيلة ، وأن معظمها كان يتألف من الدراهم الساسانية والساسانية _العربية ، بينما جاءت معظم النقود المعدنية الأموية المعدلة من دور الضرب العراقية الرئيسية في الكوفة والبصرة  وواسط ، مع ورود دراهم أموية معدودة من دور الضرب المجاورة في فارس وكرمان . وكانت النفقات الحكومية والعسكرية الرسمية للدولة الأموية تدفع بالدراهم ، بينما كان الذهب في يد أعيان التجار الذين كانوا يحملونه معهم في رحلاتهم البحرية باتجاه الشرق . ان المال بمعناه المتداول الشائع الان لم يكن مستخدما من قبل في شؤون الحياة اليومية للغالبية العظمي من سكان عمان . فمعظم الضرائب كانت تجبي على شكل سله لا نقد ، بينما شاع استخدام أسلوب المقايضة للحصول عليها مقابل أداء الأعمال ضمن الأسرة أو القرية .

القرن الثاني

101-200هجرية 719-816 ميلادية

لم يقم الأمويون أو العباسيون بأية محاولة جادة لفرض السيطرة المباشرة على عمان خلال الجزء الآعظم من القرن الثاني. كما لم تحاول الزعامة المحلية في البلاد انشاء دولة مركزية قوية تستخدم العمل كدليل بارز على سيادتها. و توجد سوى قطعته ن من النقود يمكن الجزم بأنهما أصدرتا في عمان خلال القرن الثاني ،وهما فلسان مصنوعان من النحاس . فالقطعة الأولى الموجودة حاليا ضمن مجموعة جامعة توبنجين قد سكت في صحار بأس الوالي روح بن حاتم في سنة 141 مجرية ، ومي القطعة الوحيدة المعروفة التي تحمل اسم هذا الميناء الشم د و´يه يزيد وزنها على 11ر1جرام .

أما القطعة الثانية فهي إصدار غير معروف من عمان يعود تاريخها الى سنة 191 هجرية وترن 52ر2جرام .

مع عبارة "بسم الله ضرب بعمان سنة أحدى وخمسين ومئة " على الحاشية ، تتبعها كلمة غير مقروءة قد تكون لها صلة بنوعية أو مدى قبول العملة نفسها.

القرن الثالث

201-300 هجرية 816-913 ميلادية

إن أرضح دليل على نورى العملات التي كانت متداولة في عمان في الربع الأول من القرن الثالث هو نقود سناو التي عثر عليها في داخل البلاد قرب المضبيي في المنطقة الشرقية بعمان في سبتمبر 1979. وقام نيكولاس لويك بنشر هذا الاكتشاف في مجلة الدراسات العمانية ،المجلد 6، الجزء الثاني عام 1983.

ويتبين أن الدراهم الأموية شكلت أكثر من ثلث العدد الاجمالي للقطن النقدية . بينما شكلت القطع العباسية كل ما تبقى تقريبا. وكان نصف النقود المكتشفة يتكون من قطع نقدية سكت في دور الضرب العراقية ، وربعه من قطع سكت في دور الضرب الايرانية . وشكل انتاج خمس دور من مجموع 59 دارا مسجلة أكثر من 60في المئة من محتوى الكنز المذكور . أما الأمر الأكثرأهمية بالنسبة لعمان فهو وجود قطعتين فضيتين صغيرتين أيضا لا تحملان أسماء الدور أو التواريخ، بل يظهر عليهما شعار "لا حكم إلا لله ".

تسلم أحمد بن هلال مقاليد السلطة مرة أخرى في عمان بحلول سنة 299 هجرية / 911-912 ميلادية . وهذا الحدث مسجل على درهم موجود في المتحف الوطني بالدوحة يحمل اسم "أحمد بن هلال " على وجه العملة واسم الخليفة المقتدر بالله على ظهرها.

أين كان مرقع دار ضرب النقود في عما دن آنذاك ؟ على الرغم من أنه يعتقد أن أحمد بن هلال عاش في بهلا إلا أنه من المحتمل أن يكون قام بنقل مقره الى ميناء صحار على ساحل الباطنة الذي يشكل موقعا مثاليا لانشاء دار لضرب النقود وذلك لانه كان مركزا تجاريا يربط العراق بالهند، كما كان المعدن الثمين متوافرا بسهولة هناك ،` على خلاف الحال في داخل البلاد ومن المحتمل أن رسوم الميناء والجمارك شكلت المصدر الرئيسي لشراء السبائك التي تم تحويلها الى نقود معدنية استخدمت في دفه الجزية للخليفة أو لحكام عمان المباشرين من الصفارية أو ولاتهم .

القرن الرابع

301-400هـ 913-1010م

في هذا العصر بلغ سك النقود المعدنية أوج ازدهارا في ظل سلطة سلالة محلية هي سلالة بني وجيه والبويهيين من بلاد فارس . ونظرا لقلة المعلومات الخاصة بعمان في هذا الفترة في كتب التاريخ، فإن قطه النقود المعدنية تمثل مصدرا هاما من مصادر التاريخ العماني في القرن الرابع . ومن سنة 301 وحتى 361 هجرية كانت النقود المعدنية تحي النقوش العباسية المألوفة التي يظهر عليها اسم والي الاقليم تحت شهادة التوحيد على وجه العملة ، واسم الخليفة تحت العبارة الأخيرة منن لفظ الشهادتين على ظهرها. وعقب وصول البويهيين في سنة 362هجرية ، حذفت الايتان 4و5 من سورة الروم من حاشية وجه العملة ، وفشلت النقوش التي تحمل اسم دار الضرب وتاريخه العبارات الوحيدة المحيطة بشهادة التوحيد. وظهرت

الدنانير الذهبية لأول مرة في تاريخ النقود العمانية في الربع الثاني من هذا القرن ، مما يعكس الازدهار العظيم الذي بلغته عمان في تلك الفترة . إلا الفضة قد ظلت تمثل المدن الشائع في سك النقود حتى الربع الأخير من القرن ، ثم قل استخدامها بد عام 386 هجرية .

وفي العام 314 هجرية ظهر اسم يوسف بن وجيه لأول مرة على المسكوكات وقد تم التعرف على بعض الدراهم المألوفة التي في بها في ذلك العام ، كما تم التعرف على قطعة متميزة تعود اليه وهي محفوظة الان ضمن مجموعة خاصة بسويسرا. إن التصميم غير المألوف لهذا القطعة ووزنها المضاعف يجعلها متحيزة عن العملات المعدنية المألوفة الخاصة بتلك الفترة ، ويوحي بأن الهدف من سكها هو تقديمها كهدية خلال مراسم الاحتفال بتسلم يوسف بن وجيه مقاليد السلطة بأمر الخليفة والتي ربما جرت أثناءها توزيع النقود المعدنية بشكل خاص على قوادا وجنودا.

ابتداء من سنة 326هجرية ظهر اسم محمد بن يوسف بن وجيه تحت اسم أبيه على وجه العملة . ففي تلك السنة ظهرت على الوجه عبارة "يوسف بن وجيه / محمد" مع عبارة "الراضي بالله" على الظهر ومن سنة ظهرت الأسماء التالية :- "يوسف بن وجيه / محمد بن يوسف " مع عبارة "الراضي بالله" . وفي السنوات 330-331-332 ظهرت الأسماء المذكورة مع اسم الخليفة ،" المتقي لله " (329- 333 هجرية /940-944 ميلادية ).

ما بين 341و350 هجرية كانت النقود المعدنية العمانية تحمل على الوجه اسم "عمر بن يوسف "  شقيق محمد. بينما يظهر على الظهر اسم الخليفة "المطيع لله" مع اسم السلالة "وجيه " . وتعتبر القطب النقدية العائدة لعمر أكثر ندرة من تلك العائدة لاخيه أو أبيه . ويعود تاريخ الدراهم المعروفة الى ثلاث سنين هي 341-343-350 هجرية ، بينما يعود تاريخ الدنانير الى السنوات 345و347و350هجرية . كما تملك جمعية القطه النقدية المدنية الأمريكية في نيويورك دينارا جزئيا غير مؤرخ لعمر بن يوسف من عمان مشابه من حيث التصميم للقطعة النقدية الذهبية الجزئية الصادرة بأس السلالة الصفارية الثانية في سجستان . وعلى الرغم من ارجاء بداية حكم عمر للفترة الواقعة ما بين 340-341 هجرية ، فإن سنة وفاته غير معروفة بسبب وجود شفرة في تسلسل العملات المعدنية العمانية ما بين 351-354 هجرية وهي فترة اتسمت بحدوث تغيرات في البلاد.

وقد انهارت دولة بني وجيه في عمان في خلال الفترة الواقعة ما بين 350-355  هجرية ، وهو تاريخ القطعة النقدية المعروفة بعد تلك الحقبة وهي عبارة عن دينار يعود للقرامطة يحمل اسم "علي بن أحمد" على الوجه و" المطيع لله´/ السيد" على الظهر. ولم يرد ذكر علي بن أحمد في التواريخ.إلا أنه من المحتمل إنه لان شقيقا للحسن الأعصم بن أحمد، القائد المعروف الذي تزعم قوات القرامطة ضد الفاطميين في سوريا وفلسطين منذ عام357وحتى وفاته في 366 هجرية واستنادا الى فسمار ، فإن المؤرخين مسكويه وابن الأثير يرويان أن "نافع " مولى يوسف بن وجيه قد اعترف بسلطان معز الدولة البويهي حاكم العراق ، وأمر بسك القطم النقدية باسمه . ويقال آن سكان عمان قاموا بعد ذلك باعلان الثورة وسمحوا للقرامطة القادمين من البحرين بدخول البلاد.

وقد بدأ البويهيون بضرب النقود المعدنية في عمان سنة 362 هجرية . وكانت هذا النقود تحمل اسم اكبرو الأمراء البويهيين على وجه العملة كالاتي: "ركن الدولة /أبوعلي " وأسماء الخليفة ووالي البويهيين في بلاد فارس وولده ووالي عمان على الظهر كالاتي: "المطيع لله /الأمير العادل /عضد الدولة/ المرزبان بن عضد الولة"  وكانت النقوش الظاهرة على القطع النقدية لسنة 363 وبداية 364هجرية مشابهة للنقوش السابقة ، باستثناء اضافة الكنية "أبوشجاع /المرزبان بن عضد الدولة .

أما العملة المعدنية الوحيدة المعروفة من عمان التي يعود تاريخها الى السبعينات من القرن الرابع الهجري هي دينار وحيد يعود تاريخه لسنة 375 هجرية . وهو اصدار بويهي شائع نقشت على وجهه عبارة "الملك أبو الفوارس بن / عضد الدولة / وتاج الملة "، بينما نقش على الظهر اسم الخليفة "الطائع لله" فقط . وفي الفترة التي ضرب فيها هذا الدينار كان شرف الدولة أبوالفوارس شيردل ،ابن عضد الدولة وشقيق المرزبان ، واليا على عمان وبلاد فارس .

عاودت دار الضرب في عمان نشاطها ؤ سنة 381 هجرية وأصدرت قطعة نقود على الطراز البويهي الشائع ظهر على وجهها اسم أكبر الأمراء في ايران ،"فخر الدولة / وفلك الأمة " ، مع نقش اسم الخليفة وحاكم بلاد فارس وعمان ، والمرزبان السابق حاملا لقبا جديدا، على الظهر كالأتي : "الطائع لله". الملك العادل صمصام الدولة / وشمس الملة " . وفي رجب سنة 381 هجرية طيح بحكم الخليفة الطائع لله وحل محله ابن عمه القادر بالله ( 381-422 هجرية / 991-1031 ميلادية )، وعكست العملات المعدنية العمانية الصادرة في ذلك العام هذا التقدير.

القرن الخامس

401-500 هجرية 1010-1107 ميلادية

أن أقدم قطه نقدية تعود الى القرن الخامس هما درهمان من الفضة الخسيسة أمر بسكهما بهاء الدولة ويعود تاريخهما لسنة 401-403 هجرية . وعلى الرغم من أن لويك أشار الى أن القطعتين لا تحملان اسما واضحا لدار الضرب ، فإنا نسبهما الى عمان لان جميع النقود المعدنية الأخرى في المجموعة التي أعلن عنها كان مصدرها عمان. وكانت هذه النقود من الطراز البويهي الشائع ، غير أن الكتابة عليها غير واضحة بشكل عام بسبب رداءتها ، باستثناء التواريخ والكنية "أبونصر" التي استخدمها بهاء الدولة . وعند وفاته في 403هجرية 1012 ميلادية ، تولى ملكه ولده أبو شجاع.

القرن السادس

501-600 هـ1107-1204م

سيطر سلاجقة كرمان على ساحل الباطنة في عمان حتى سنة 536 هجرية . إلا أن عهدهم لم يترك وراءا مخلفات نقدية . وظهرت دولتان ساحليتان على ساحل بلاد فارس هما دولة امراء القياصرة في قيس وسلاطين القلهاتي في هرمز. وتنافست الدولتان على تجارة متضائلة ، وكان الفضل في ازدهارها يعود لموقعهما الجغرافي بالقرب من مضيق هرمز.

يعود أصل سلالة هرمز الى قلهات ، وهي ميناء يقه شمال صور على الساحل الجنوبي الشرقي لعمان . وسيطرت هذه السلالة على المواني، ما بين صور ومسقط بالاضافة الى مدينة هرمز القديمة داخل ايران والتي كانت الميناء الرئيسي لكرمان ومجستان . وعلى الرغم من عدم وجود اشارات تاريخية لعملات معدنية تعود لقيس أو هرمز في القرن السادس ، فمن المحتمل وجود دور لضرب النقود فيهما، وقد يتم الكشف عن بعض العملات التي سكت هناك في المستقبل .

القرن السابع

601-700هـ 1204-1301م

على الرغم من أنه لم يعثر على قطه معدنية من شرق عمان تعود الى القرن السابع الهجري، فإن ضرب النقود في الخليج. بدأ بالانتعاش في ظل حكم الخليفة العباسي الناصر لدين الله (575-622 هجرية / 1180-1225 ميلادية ) . وقد أعلن لوديك عن مجموعة صغيرة من الدنانير التي سكت على يد أحد أتباه الناصر وهو غياث الدين بن تاج الدين ، الأمير القيصري من جزيرة قيس في الفترة ما بين 603و606هجرية . وعلى الرغم من أن اسم دار الضرب لم يظهر على هذ0الدنانير ، الا أنها تؤكد السيادة المطلقة للخليفة الذي يقال أنه عين واليه ليقيم في قيس في615 هجرية . وقد جمعت الجزيرة ثروتها عن طريق تحصيل رسوم تتراوح ما بين دينار واحد وعشرة دنانير فرضت على جميع السفن المدرة ، وكانت تدفع للخليفة مبلغا سنويا قدر 000ر 30دينار. ان هذه الضرائب وأمثالها من مصادر الثروة مكنته من ضرب الكثير من النقود الذهبية في بغداد.

وتجدر الاشارة هنا أيضا الى النقود المعدنية التي أصدرها سلاطين دلهي. لقد خضع شمال الهند للحكم الاسلامي في أوائل القرن السابع ، وقام حكام هذه المنطقة بأكملها بسك عدد كبير من العملات النحاسية والفضية بالاضافة الى كمية محدودة من العملات الذهبية . ونظرا للصلات التجارية التي كانت (ولا تزال ) قائمة بين عمان والهند ، فمن الطبيعي أن العملات النحاسية والفضية الهندية كانت شائعة التداول في المواني، العمانية .

لقد عثر أيضا على نقود معدنية من خارج العالم الاسلامي هنا، وأبرزها نقود صينية من النحاس . وقد جرى انتاج هذه القطع النقدية المصبوبة في شكل دائري ويخترقها في الوسط ثقب مربع ، بأعداد كبيرة خلال فترة استمرت قرونا عديدة . ولأنها كانت مصنوعة من النحاس أو الصفر فقط ، لم يكن لها قيمة كعملة قانونية خارج الصين نفسها. وقد تكون وصلت الى عمان وغيرها من الأماكن في الجزيرة العربية عل ظهر السفن الشراعية الصينية ، وجرى استخدامها من قبل بحارة هذا السفن لشراء الحاجيات الصغيرة من الأسواق المحلية .

عمان خلال القرن السابع . وكان موقع هذا الدار في ظفار على الساحل الجنوبي، وهي المدينة الرئيسية في منطقة ظفار.

ان العملة المعدنية الوحيدة المعروفة من ظفار في القرن السابع هي درهم على الطراز الرسولي التقليدي مؤرخ في 989 مجرية وموجود ضمن مجموعة الجمعية الأمريكية لقطع النقود في نيويورك . ويحمل وجه هذا الدرهم لفظ الشهادة والمعنى المأخوذ من الآية 32من سورة التوبة وأسماء الخلفاء الراشدين أبوبكر وعمر وعثمان وعلي . أما الظهر فيحصل ألقاب المظفر يوسف : "السلطان الملك المظفر شمس الدين يوسف بن الملك المنصور عمر". ويوجد على الحاشية اسم آخر خلفاء العباسيين "المستعصم بالله أمير المؤمنين "، بالاضافة الى دار الضرب والتاريخ. تتسم دراهم الأسرة الرسولية برقتها وبكرنها أخف كثيرا من الدراهم التقليدية التي عثر عليها في سوريا وبلاد الأناضول .

خلال القرن الثامن كان حكام بني رسول في ظفار هم السلطات الوحيدة التي قامت باصدار العملات المعدنية في عمان .إلا أنه لا توجد سوى قطعة واحدة معروفة من ظفار خلال القرن الثامن بأكمله ، وهي درهم فضي له تصميم ونقوش اعتيادية تم سكه في 721 هجرية . ويحمل على الوجه شهادة التوحيد والمعنى المأخوذ من الآية33 من سورة التوبة ، بالاضافة الى أسماء الخلفاء الراشدين الأربعة أبوبكر وعمر وعثمان وعلي . أما على الخلف فيظهر اسم الحاكم وألقابه على النحو الآتي : "السلطان الملك هزير الدين داود لم ابن الملك المظفر يوسف ، وعل الحاشية اسم آخر خلفاء العباسيين "المستعصم بالله " وتاريخ ومكان الضرب .

لم يذكر التاريخ إلا القليل عن أسرة بني رسول في ظفار باستثناء قيامهم بالاستيلاء على مدينة ظفار في 677 هجرية . ولا يعرف يقينا تاريخ تخلي أسرة بني رسول عن السلطة في ظفار وحيث إنه من الثابت أن ه كمهم قد استمر لمدة مئة وخمسين عاما، فإنه يرجه أن تخليهم عنها قد تزامن مع تولي الناصر أحمد زمام الحكم (803- 827هجرية ( 1400- 1424 ميلادية ) وهو آخر ملك من أسرة بني رسول قام بسك نقود تحمل اسمه .

ما هي اذن النقود المعدنية التي شاع تداولها في أسواق عمان في القرن الثامن : من المحتمل جدا أن النقود الذهبية المصرية هي التي شاع تداولها بين التجار المتيمين في مدن الساحل ، لقد أصد، هذا النقود المماليك البرجيون حتى العقد الأخير من القرن الثامن ، عندما حلت محلها قطع النقود الصادرة بأمر المماليك البرجيين . وفي ذلك الحين ، لم يكن هناك وزن قياسي للدنانير المملوكية والتي كانت مجرد قطع مصبوبة ومختومة يتم تبادلها تجاريا داخل أكياس مغلقة بوزن معين مثل مئة أو ألف مثقال . ان العملة المنافسة الرئيسية لهذا الدنانير هي الدوكاتية المسكوكة في مدينة البندقية والتي كانت عملة بالمعنى الحديث للكلمة ، نقد كنت كل قطة منها مسكوكة من الذهب الخالص بوزن قياسي دقيق قدره 54 ر2برام . وقد جعل ذلك بالامكان تحديد الأسعار بعدد القطع بدلا من وزنها من المعدن . وكانت لهذا النظام فوائد جمة دفعت العديد من الدول الاسلامية في القرن التالى الى اصدار عملاتها المعدنية بوزن قيامي على طراز الدوكاتية .

القرن التاسع

801-900هـ 1398 –1495م

في نهاية القرن الثامن وبداية القرن التاسع كانت امبراطورية تيمورلنك هي القوة العظمي بالجزء الشرقي من العالم الاسلامي. غير أنها لم تقم بأي محاولة لغزر شبه الجزيرة العربية . لكن ليس مناك شك في أن سلاطين القلهات في هرمز قد دانوا بالولاء لتيمورلنك وخلفائه من بعده ، ولهذا سمح لهم بمواصلة نشاطهم التجاري مع الهند والشرق الأقصى.

في ذلك الحين أصبحت النقود الهرهزية الفضية والذهبية الصغيرة الحجم التي تحمل اسم دار الضرب جررن أهم عملة في عمار. وبالرغم من ضالة المعلومات المتوافرة عن هذا النقود فإن لويك قد نشرم عز قطع معدودة من الذهب والفضة . تحمل النقود الذهبية التي سكت في أربعينيات القرن التاسع الهجري اسم دار الضرب على جانب واحد والتاريخ الهجري على الجانب الأخر ، بينما تحمل الاصدارات اللاحقة منها النقوش "السلطان الأعظم " و"ضرب / جررن / في سنة /865. تحمل النقود الفضية الرديئة الصنع شهادة التوحيد على الوجه وعبارة " جررن / 862/ ضرب " على الخلف .

وقبل عدة سنوات تم اكتشاف كنز يتكون من 2839 درهما فضيا سكت في جررن يعود تاريخها لنهاية القرن التاسع وبداية القرن العاشر الهجري وقد عثر على هذا الكنز بجدار مسجد ببلدة أدم بوسط عمان . وبالرغم من أن معظم محتويات الكنز قد سكت دون ذكر اسم الحاكم الذي ضربها. فقد احتوى العديد منها على شهادة التوحيد على وجه العملة ، بينما حمل بعضها لقب ،" السلطان الأعظم " وكان هذا اللقب يشير الى سلاطين أق قيونلو.

القرن العاشر

901-1000 هجرية 1495-1592 ميلادية

وفي أوائل القرن العاشر تم الاستيلاء على ساحل عمان بواسطة البرتغاليين ، وأعقب ذلك  سقوط هرمز بأيديهم وأصبح . سلطانها سيف الدين تابعا لهم . وعلى العكس من غرا، عاصمة البرتغاليين في الهند أو ميناء ديو في كوجيرات ، لم تنشأ` دور ضرب برتغالية في هرمز أو مسقط . ويبدو أو أن سلاطين هرمز واصلوا سك النقود بأسمائهم خلال القرن العاشر بأكملة او معظمه ، على الرغم من ان أمثلة معدودة من هذه العملات تم العثور عليها أو الاعلان عنها.

وكانت العملات المتداولة في عمان في ذلك القرن من اصدار الدول الكبرى الثلاث في ذلك الحين وهي الدولة العثمانية والصفوية والمغولية.

القرن الحادي عشر

1001-1100 هجرية 1592-1689 ميلادية

خلال الثلث الأول من القرن الحادي عشر واصلت الحياة في عمان مسيرتها على نحو مشابه تقريبا لما كانت عليه في نهاية القرن الذي سبقه . فالأجزاء الرئيسية من البلاد ظلت خاضعة لسيطرة البرتغاليين وحلفائهم سلاطين قلهات في هرمز. حيث سيطروا على جلفار (رأس الخيمة) وصحار مسقط وقريات وقلهات وصور، وفي جلفار وصحار على الأقل شيد الهرمزيون والبرتغاليون قلاعهم . ولا يبدو أن دور الضرب المحلية كانت تمارس نشاطها في أي من هذه المدن ، ومن المحتمل أن عملة اللارين وغيرها من العملات التي سكها العثمانيون والصفويون والهرمزيون والمغول شكلت العملات الرئيسية المتداولة في المنطقة.

لم تمتلك. عمان سوى ثروة ضئيلة انذاك ، وقد بقي الحال كذلك لزمن طويل . وعلى الرغم من أن الخيول العربية الشهيرة والتمور العمانية اللذيذة كانت صادرات البلاد الرئيسية، فإنه لم يكن من السهل حصول المنتجين على أسعار عادلة مقابل بضائعهم . فالتجار وحماتهم على الساحل كانوا حريصين على تخفيض الأسعار  وتثبيتها بما يناسبهم . ومن المحتمل أن معظم التجارة كانت تتم على أساس المقايضة،ولم تستورد سوى سلع كمالية معدودة الى البلاد في ذلك الحين . ومن هذه السلع الأسلحة النارية التي شاع استعمالها في القرن العاشر الهجري / السادس عشر الميلادي ، وكذلك الذهب  والفضة اللذان استخدما في صنع المجوهرات أو احتفظ بهما كمدخرات لأيام العسر والشدة . ويصعب الجزم بوجود نقود معدنية عديدة قيد التداول في المناطق الداخلية من البلاد، لأن النظم الاقتصادية المحلية كانت في غنى عنها. فالرفاهية كانت تعني وفرة الطعام خارج موسم الزراعة ، ووفرة الماء أثناء الجفاف ، وتوافر الملجأ من حرارة الشمس . ولذا لم يكن لمدخرات النقود إلا دور ثانوي ضئيل في حياة تتسم بهذا القدر من البساطة .

في سنة 1034هـ-1624م قام أعيان الرستاق باختيار - ناصر بن مرشد اليعربي امام واعطوه تفويضا لانقاذ مواطنيه من الفرقة والعوز. وعند وفاته في 1059هـ -1648م كان قد أفلح في توحيد عمان ، وجرع البرتغاليين مرارة الهزائم التي عانوا منها. وتسلم زمام الحكم بعده ابن أخيه سلطان بن سيف اليعربي ،  فاتح صور وقريات الذي عقد العزم على مواصلة جهود عمه الطيبة بانتزاع مطرح ومسقط من البرتغاليين . واستطاع جيش سلطان بن سيف الاستيلاء على مسقط دون تكبد خسائر جسيمة، وبعد ذلك أصدر الامام أوامره بشن هجوم عام على ممتلكات البرتغاليين في الهند تعزيزا لانتصاراته السابقة. ثم قضى اثنتي عشرة سنة منهمكا في بناء قلعة نزوى العظيمة، وهو مشروع تقول كتب التاريخ أنه كلف "لكوك " من الذهب والفضة. وهذه معلومات قيمة لأن "اللاك " هو وحدة حساب هندية تساوي . . . ر . 10 روبية وتزن نحو 100 را كيلوجرام من الفضة مما يوحي بأن النقود الهندية كانت العملة الرئيسية في عمان في ذلك الحين .

أنعش الامام سلطان بن سيف أيضا التجارة مع الهند وايران وصنعاء واللبصرة والعراق لتلبية احتياجات المسلمين من الخيول والأسلحة وغيرها. وقد استخدم هؤلاء التجار العملات المغولية والهندية مثل المهور الذهبية والروبيات الفضية وعملة الدام النحاسية التي أمر بسكها أكبر وخلفاؤه جهانجير وشاه جهأن وأورا نجزيب .

وفي القرن الحادي عشر الهجري السابع عشر الميلادي قام الاوروبيون بزيارة الموانيء العمانية للتجارة والتزود بالمؤن وبالطبع كان التعامل يتم بالنقود الاوروبية. ويتضح من الدراسة التي أعدها بريدمور عن النقود في الهند البريطانية أن الريالات الاسبانية كانت أكثر العملات شيوعا في المنطقة . وهذه هي الريالات المستديرة الشهيرة من العالم الجديد التي كان يتم ضربها بصورة رديئة جدا من على رأس المنجم من صحائف فضية ،معدة ويجري شحنها الى اسبانيا في أساطيل الكنوز التي كانت تجتذب داثفا انتباه القراصنة. ومن اسبانيا تدفقت هذه المسكوكات الفضية الى جميع أرجاء أوروبا  والشرق الأوسط ثم سلكت طريقها الى الهند والصين . لقد كان لهذه الثروة الكبيرة الجديدة تأثير مزدوج على بعض بلدان العالم القديم من حيث انعاشها واضعافها على حد سواء، فعندها استخدمت الفضة للاستهلاك بشكل رئيسيي كما هو الحال في اسبانيا، أدت الى نشر الفقر في البلاد . أما في البلدان الاسلامية حيث كانت الفضة أكثر قيمة بالنسبة للذهب منها في أوروبا الغربية، فقد استخدمت الفضة الرخيصة في شراء الذهب والكماليات بأسعار جيدة . وأدى ذلك الى ارتفاع معدلى التضخم ارتفاعا كبيرا في العالم الاسلامي وخلق صعوبات معيشية في مناطق كانت تتمتع بالغنى والازدهار في السابق . الا أن عمان استطاعت أن تحافظ على نفسها من هذه التأثيرات بفضل قيادتها الحكيمة وشجاعة أهلها ومهااتهم البحرية .

القرن الثاني عشر

1101-1200هـ 1689-1786م

تتوافر معلومات كثيرة عن الشؤون العمانية في القرن الثاني عشر مقارنة

بالقرون التي سبقته ، ويعود الفضل في ذلك الى المؤلفات المحلية والى زيادة الاتصال بين عمان والزوار الاوروبيين . كان الامام سيف بن سلطان اليعربي الذي توفي حوالي 1123هجرية1711ميلادية واحدا من أكثر حكام حكمان حكمة وتبصرا. فقد واصل بحارته حملاتهم ضد البرتغاليين ، واستولوا على جميع ممتلكاتهم في شرق افريقيا في شمال موزمبيق ، بما في ذلك بيمبا ومومباسا وكيلوا ومقديشيو حوالي سنة1110 هجرية/ 1698ميلادية. وعلى الرغم من أن هذه الفتوحات الجديدة لم تعد عليه بمنافع مالية مباشرة، غير أنه من المعتقد أن الامام سيف بن سلطان اليعربي قد تمكن من تحقيق الثراء لبلاده بتكريس جل اهتمامه لاجراء تحسينات داخلية . ومن بين هذه التحسينات ، إعادة تشييد الافلاج (وهي مجاري المياه الداخلية التي أعادت الحياة الى القرى والمزارع ) . وبفضل ذلك تمكن من ري المناطق على نطاق واسع وزرع عشرات الالاف من أشجار النخيل وجوز الهند مما أدى الى توفير سبل المعيشة لعدد أكبر من السكان . وبفضل هذه الثروة تمكن سيف بن سلطان من بناء أسطول مؤلف من ثمان وعشرين سفينة، بما في ذلك سفينة تحمل ثمانين مدفعا، وقد استخدم هذا الاسطول لجعل عمان قوة من الطراز الأول في تجارة المحيط الهندي .

وفي عام 1154 هجرية-1741  ميلادية استسلمت جميع القلاع العظيمة في البلاد وخضعت لأحمد بن سعيد (الذي كان واليا على صحار من قبل )،وأصبح حاكما لعمان بفضل قوة سلاحه وإرادة الشعب وموافقة جميع رؤساء القباك في عمان واحتفظ بأسطول قوي عاد بآلثروة عل البلاد، واكتسب احترام العالم . وعند وفاته في1198هـ/1784 م خلفه ولده سعيد بن أحمد ألذي حقق نجاحا عندما أرسل حملة عسكرية استولت على جزيرة زنجبار.

يشير تاريخ سليل بن رازق في عدة مواضع الى أنواع النقود المعدنية التي شاعت في عمان في القرن الثاني عشر. فهو يشير الى "الفلس" أي النقود المسكوكة من النحاس بشكل عام كالدرهم والمحمودي و"المشخص " وتشكل جميع هذه الاصطلاحات صعوبات في غياب أدلة أكثر تفصيلا. ان ويلستيد الذي كتب عن النقود في مطلع القرن التاسع عشر ونقل عنه باجر فقرة في صفحة129 من تاريخه ، قام بتسجيل النقود التي كانت شائعة التداول في هدن داخل البلاد. إذ قال إن هذه النقود قد سكت جميعها تقريبا خلال حكم  الامام سيف ، وتختلف عن النقود المتداولة في مسقط وعلى الساحل في ذلك الزمن وكانت جميعها تحمل نقوشا كتابية لكنها لم تكن تحمل شبها لأي شيء ذي طبيعة حية. وأورد أسعار تبادلها كالآتي : 20 غازيا مقابل محمودي واحد، و15 محموديا مقابل دولار (ماريا تيريزا؟) . فقد كان الدولار الاسباني يعادل 200 غازي أو باسر. واذا اعتبرنا أن الدولار الاسباني يعادل 4 شلنات وبنسين من العملة الانجليزية المعاصرة، فإن المحمودي الففي كان يعادل ثلاثة بنسات وفارثنج واحدا. وفي فقرة أخرى على صفحة187 ذكر باجر أن "المشخص " هو الاسم العربي لعملة السكوين أو الدوكاتية الصادرة من مدينة البندقية .

من المحتمل أنه كان يتم تداول عملة بداخل غمان مشابهة لقطع النقود الفضية الصغيرة التي سكها سلاطين هرمز، والتي أكدت لنا مجموعة النقود التي عثر عليها في أدم انها كانت قيد التداول في عمان ومن المنطقي الاعتقاد أن الامام سيف بن سلطان الأول هو الذي قام بسك هذه النقود لأنه كان مشهورا بحرصه على تطوير ثروة بلاده عن فريق زيادة الانتاج الزراعي من خلال تحسين الري وتوسيع الاسطول التجاري . ومن المؤمل العثور على نماذج من عملته والتعرف عليها .

لقد لم سك العملات الاسلامية الرئيسية في ذلك العصر على يد العثمانيين والايرانيين والمغول ، وكانت جميع هذه العملات معروفة لتجار مسقعل وصحار وظفار. وقد تم سك عملتي "الفندق " العثماني (دوكاتية تزن 50ر 3 جرام ) و"ازر محبوب "(ثلاثة أرباع الدوكاتية تزن 64 ر 2 جزام ) في القسه طنطينية والقاهرة صكلى حد سواء، وحتى في داخل الامبراطورية العثمانية كانت هذه العملات تتنافس مع الدوكاتية النمساوية ودوكاتية البندقية التي كانت تشتهر بجودتها. وقام العثمانيون أيضا باصدار نمودهم الفضية المساوية لحجم الدولار أنها لم تحظ باقبال عليها في الخارج لأن الفضة العثمانية لم تكن غالبا من سبيكة موثوق بها. وقد يكون من المشوق معرفة النقود التي استخدمها العثمانيون في دفع الاعانة المالية لأحمد بن سعيد مقابل مساعدته لهم عند قيامه بشن هجوم على الفرس في البصرة. وربما صدرت تعليمات الى الوالي العثماني في بغداد بدفع وزن معين من الذهب أو الفضة من العملات التي كان يحتفظ بها في خزائنه في ذلك الحين ، وذلك لعدم وجود دار فرب عثمانية ثابتة في العراق في ذلك الزمن.

ومن المؤكد أن النقود الايرانية كانت قيد التداول على نطاق محدود في الموانيء العمانية.

وقد فضلت مناطق غرب الجزيرة العربية ، بما في ذلك الحجاز واليمن وحضرموت وظفار، التعامل باستخدام النقد الأوروبي المساوي لحجم الكراون البريطاني مثل الدولار الاسباني "بيلر" والدولارات التي سكت باسم ماريا تيريزا(1740-1780/1153-1194هـ ) أميرة النمسا وملكة هنغاريا وبوهيميا وزوجة الامبراطور الروماني المقدس فرانسيس الأول . كانت ماريا تيريزا واحدة من أعظم حكام أسرة هبسبيرج جميعا ، وفي بداية حكمها أصبحت دولاراتها ععلة تجارية مفضلة في الجزيرة العربية وشرق افريقيا حيث أطلق على العملة اسم الريال فرنسي "وكان الطلب المتواصل على هذه الدولإرات بعد وفاتها في سنة1780 م هائلا الى حد جعل دار الضرب الرسمية النمساوية تواصل سكها مع الاحتفاظ بالتاريخ نفسه1780 م منقوشا عليها لمئتي عام بعد وفاتها .

القرن الثالث عشر

1201-1300هـ1780-1878

 لم تقم عمان خلال هذا القرن بسك أية عملات خاصة بها، لأن النقود الأجنبية المستوردة كانت تفي بالطلب المحلي القليل . وكلما يأتي ذكر المال في القرن الثالث عشر على لسان سليل بن رازق ، فإنه يشير الى الدولارات . لقد تم دفع الخراج والضرائب وتسلمها بتلك الدولارات ، ومن المحتمل أنها استخدمت لأغراض احتساب أموال الخزينة وحسابات الجمارك أيضا. وعلى الرغم من أن أنواعا عديدة من الدولارات أو الثيلرات قد جرى سكها لتلبية احتياجات البلدان من العملات في ذلك الزمن ، إلا أن دولارات ماريا تيريز! ظلت العملة البارزة والشائعة على نطاق عالمي واستخدمت في تجارة الشرق . لقد استخدمت هذه الدولارات في جميع انحاء المنطقة كعملة تجاوزت الحدود الاقليمية يمكن نداولها دون اللجوء الى الصرافين أو مكاتب بيع العملات . الا أن هذا الوضع أثر تأثيرا سلبيا على العملات الاسلامية المحلية لملأنها لم تكن تحظى بنفس شعبية الدولار الذي اعتبر عملة على درجة أعلى من حيث الوزن والنقاوة.

واصلت ايران في عهد القاجاريين سك عملاتها باليد على الطريقة التقليدية حتى أواخر القرن عندما أنشأت دار ضرب أرووبية الطراز في طهران . ونظرا للصلات الوثيقة بين غفان وايران ، فمن المحتمل أن التومان الذهبي والقيران الفضي للقاجاريين قد شاع تداولهما في موانيء صحار ومسقط ، وربما شاع تداول النقود الايرانية النحاسية في مدن داخل البلاد أيضا. ان كميات المبالغ التي تدفع سنويا مقابل تمتع عمان بحقوق ضريبة الزراعة في موانيء الخليج كانت تحسب بالتومان ، وربما جرى دفعها بهذه العملة من عائدات الضرائب المحلية.

بدايات القرن الرابع عشر

كان دولار ماريا تيريزا أو الريال الفرنسي العملة الرئيسية في مسقط وعمان في بداية القرن . ولأن هذه القطعة الكبيرة ليست ضمن تشكيلة تضم فئات أصغر منها تسهل اجراء المعاملات المحلية، فقد كانت النقود القضية والنحاسية العائدة للهند أثناء .الحكم البريطاني مقبولة في مسقط ومطرح لسد هذه الثغرة في غياب عملة وطنية. ان العملتين الأكثر شيوعا في المجموعة الهندية كانتا ربع الآنه أو البيسة و12/1 انة والباي أو "الغأزي " . وكانت قيمتعهما مسهتمدة من النحاس المصنوعتين منه ومن كونهما عملتين مناسبتين لمعمليات الشراء الصغيرة. وقد تم سك البيسة في زنجبار عام1299هـ ثم في عام 1304 هـ، وفي مومباسا في سنة 1306هـ وفي شرق افريقيا الالمانية في سنة1307هـ ومن المحتمل جدا أن نماذج من جميع هذه العملات قد ظهرت في عمان بعد فترة قصيرة على اصدارها وحظيت على الفور بالقبول لأنها كانت مشابهة لربع الانة الهندية من حيث الحجم والوزن .

في عام 1889م/1306-1307هـ توقفت دار ضرب النقود في بومباي عن انتاج النقود النحاسية والتي سكت في كلكتا فقط خلال السنوات الباقية من القرن التاسع عشر. لقد أدى هذا الى انقطاع تدفق العملات النحاسية الى عمان مسببا نقصا في النقود مما أدى الى جلب الشقاء للسكان المحليين. وتولى الأمر السلطان فيصل بن تركي(1305-1331هـ/1887-1913م) الذي عقد العزم على تلبية احتياجات شعبه عن طريق سك نقوده العي تحمل اسم دار الضرب مسقط .

إن دار الضرب في مسقط كانت واقعة في المنطقة الحكومية مقابل المحكمة الشرعية القديمة في المبنى الذي كان يضم أيضا دائرة الجوازات . ومن المؤكد أن الالات كانت بسيطة حيث أن تنقية المعدن واعداده على شكل صفائح ربما كان يتم في مكان ومن المعروف أن دار الضرب في برمنجهام قد باعت مواد خاما لمسقط لغرض سك عملاتها في 1316هـ الا أن الهند كانت مصدر هذه المواد في السنوات الأولى من الانتاج عل الأرجح . وربما كانت إلقوالب نفسها أيضا من صنع هندي ، حيث توجد بها دور ضرب تعود لعدد من الامارات الهندية. وهكذا فإن مكبس النقود الذي ربما كان مصدره انجلترا، كان الماكينة الرئيسية، وكان بالامكان عند تشغيله بطاقته القصوى سك من قطعة الى قطعتين في الثانية .

وكانت أول عملة ظهرت تحمل التاريخ 1311هـ (1893-1894)

وتألفت من فئتين هما البيسة أو ربع الانة، والغازي أو 12 / 1 انة أو الباي . ونقش على وجه العملتين التاريخ واسم الحاكم والفئة على النحو التالي: "1311هـ السلطان فيصل بن تركي بن سعيد بن سلطان امام مسقط وعمان بيسة/ غازي ". وظهر على الخلف رسم لقلعة الجلالي في الزاوية العليا اليسرى وتحتها سفينتان مع أشجار نخيل والقصر ونقش تحتها اسم الفئة بالانجليزية كما يلي : ربع انة أو 1/12 انة، محاطا في الحاشية بالعبارة الانجليزية "سلطان فيصل بن تركي 1311 امام مسقط وعمان ". ان هاتين الفئتين نادرتان ، وقلما يعثر عليها بحالة ممتازة . لقد تم سك الغازي في عام 1311 فقط وربما يعود ذلك الى أنه لم يحظ بشعبية كافية تبرر توقف الدار عن اصدار البيسة .

تولى الحكم بعد السيد فيصل بن تركي ولده السيد تيمور بن فيصل في سنة 1332هـ/1913م. وعلى الرغم من عدم وجود عملات سكت باسمه ، فان السيد تيمور خلف اثارا نقدية تصود لفترة حكمه .

فهناك عدد صغير من البيسة السوداء، أي بيسة برمنجهام المؤرخة 1315هـ التي شكلت أكبر جزء من مخزون النقود في البلاد ، يحمل الحرفين العربيين ا"س ت " اللذين يعتقد أنهما الحرفان الأولان للكلمتين " السيد تيمور" أو "السلطان تيمور" .

وفي سنة1351هـ/1932 م تنازل السيد تيمور عن العرش لولده السيد سعيد بن تيمور الذي تبع والده ، إذ أمر بنقش عدد صغير من البيسة المؤرخة في 1315هـ بالحرفين "س س لما ، وهما اما الحرفان الأولان لعبارة "السيد سعيد" أو "(السلطان سعيد". واستخدم نوعان من الاختام ، الآول مدور ومرتب مثل ختم تيمور بن فيصل ، بينما كان الثاني أكبر قليلا ويميل أكثر الى شكل المربع حيث ان الحرفين متباعدان أحدهما عن الآخر وأقل براعة من ناحية التنفيذ.

أمضى السلطان سعيد بن تيمور معظم حياته في صلالة، عاصمة منطقة ظفار في جنوب شرق عمان . وكانت صلالة خلال فترة حكمه بعيدة تماما عن مسقط وساحل الباطنة، ولذلك لم يعثر في ظفار على البيسة النحاسية التي شاع تداولها في مسقط . وأدى هذا الى حدوث نقص كبير في قطع النقود الصغيرة. واتخذ السلطان سعيد بن تيمور خطوات لمعالجة هذه المشكلة ، إذ طلب شراء نقود معدنية من دار الفرب في بومباي في سنة1358هـ

/1939م  لتشكل عملة ثانوية للريال الفرنسي (دولار ماريا تيريزا).

وبحلول سنة 1389/1969 اعتقد السلطان أن عمان أصبحت من القوة اقتصاديا بحيث يمكنها اصدار عملة وطنية موحدة على شكل أوراق مالية ونقود معدنية لتحل محل جميع العملات الأخرى التي كانت شائعة التداول في ذلك الحين . وبدأ التداول بالعملة السعيدية الجديدة لسلطنة مسقط وعمان في السابع من مايو 1970/1 ربيع  الأول 1390، ولقيت قبولا واسعا في جميع أنحاء البلاد.

كانت هذه العملة مؤلفة من ست فئات من الأوراق المالية وعدد مساو من النقود المعدنية، مع قطع ذهبية مماثلة لقطع النقود الرئيسية بغرض توزيعها بشكل خاص .

القرن الرابع عشر

1390-1400هجرية 1970-1980 ميلادية

عندما تولى صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ، حفظه الله ، الحكم في الثالث والعشرين من يوليو عام 1970دخلت عمان عصرها الحديث وبدأت مسيرتها الظافرة وانطلاقتها نحو التقدم والرقي . وقد أولى جلالته جل اهتمامه للنهوض بالشعب العماني وتحقيق رفاهيته واسعاده . وتمكن بحكمته وسداد رأيه من توجيه موارد البلاد لاحداث التحول الاجتماعي والاقتصادي المنشود. وقد لعبت العملات الجديدة التي صدرت في عهد جلالته دورا رئيسيا في تحويل عمان الى دولة حديثة تنبض بالحياة.

ولعل أول اسهام جوهري للنقود في مسيرة عمان اليوم هو نشرها وتخليدها لخطوة من أولى الخطوات التي اتخذها جلالته حين ظهرت النقود التي سكت بأمره وهي تحمل اسم "سلطنة عمان أ بدلا من "سلطنة مسقط وعمان " مؤكدة بذلك توحيد الدولة العمانية الذي حمل جلالته لواءه.كما وتبوأت السلطنة مكانها المرموق في المجتع الدولي وأصبحت في 22أبريل 1971عضوا في كل من صندوق النقد الدول والبنك الدولي .

ويرجع تاريخ العملات الأولى التي أصدرها صاحب الجلالة الى سنة 1391هـ 1971 م وهي عبارة عن قطعة ذهبية لفئة الخمسة عشر ريالا من حجمين مختلفين ،ونسخ ذهبية للريال كان الاصدار الثاني من الأوراق المالية جاهزا في العام التالي ، ووضعت هذه الأوراق قيد التداول في 8 1 نوفمبر 1972(1392)، الذكرى الثانية للعيد الوطني . وكانت هذه مشابهة من حيث الألوان والتصاميم لأوراق الاصدار الأول ، إلا أنها أصدرت من قبل مجلس النقد العماني الذقي حل محل سلطة نقد مسقط .
وفي نفس العام تم اصدار عملة الخمسة عشر ريالا الذهبية ، وكانت هناك نسخ ذهبية للقطع النقدية التالية ؟ الريال العمانى، نصف الريال العماني
، الـ 100، الـ 50، الـ 25 بيسة.

في سنة1394 تم اصدار فئة الخمسة عشر ريالا الذهبية بالاضافة الى نسخ ذهبية للريال العماني والنصف ريال العماني والبيسة من فئة 100 و. ه وه 2 .

وفي سنة 1395 جوى سك نسخ ذهبية للريال الواحد ونصف الريال والبيسة من فئة 100 و. ه وه 2 . كذلك تم سك عملة تذتمارية 10 بيسات لمنظمة الأغذية والزراعة ، وكميات كبرة من عملة البيسة من فئة 50وه 2 و. 1 وه . وتحمل جميعها تاريخ عام 1395 هجرية.

لم يتم اصدار نقود في عام 1396هـ ، لكن البنك المركزي العماني المؤسس حديثا وقتها والذي حل محل مؤسسة النقد العماني في سنة 1394هـ/1974م ، قام بوضع الاصدار الثالث من الأوراق النقدية موضع التداول في الذكرى السادسة. للعيد الوطني ، ورغم أن وحدة العملة تعرف رسميا باسم "الريال (لعماني " إلا أن أوراق النقد تحمل اسم االريال فقط ".

في سنة 1397هـ/1977م تم اصدار مجموعتين من النقود التذكارية ، كانت الأولى اصدار من ثلاث قطع صادرة ضمن البرنامج العالمي لحماية الحياة البرية، والثانية مؤلفة من أربع قطع من سلسلة القلاع تخليدا للعيد الوطني السابع .

قدمت سلطنة عمان دعما لمنظمة الأغذية و،لزراعة مرة ثانية عن طريق اصدار مجموعة مؤلفة من قطعتين نقديتين في سنة 1398هـ/1978م  وكانت هذه أول نقود عمانية تحمل التاريخ الميلادي . ونقشت على كل من القطعتين العبارة "أعملوا على تنمية الموارد الغذائية" باللغة العربية . ،

وفي سنة 1400هـ /1980 م تم اصدار العديد من العملات بمناسبة العيد العاشر، بالاضافة الى نقود جديدة من فئة النصف والربع ريال (تستخدم معظمها لاجراء المكالمات التليفونية الدولية من التليفونات العامة) والبيسة من فئة 50وه 2 و"1 و ه بيسات .

بحلول العقد الأخير من القرن الرابع عشر اتخذت عمان خطوات جبارة للتغلب على الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية التي واجهت بدايات التحول في عهد صاحب الجلاله السلطان قابوس بن سعيد المعظم .

فقد تم في المجال المالي ارساء الأسس السليمة لنظام مصرفي حديث على غرار النظام المصرفي العالمي . وعلاوة على ذلك ، فإن البلاد صارت تملك لأول مرة في تاريخها عملة وطنية مقبولة في كل مكان . ان الانتقال من نظام عملات معدنية غير متكامل الى نظام عملات ورقية حديثة تدعمه قدرة الدولة وسمعتها الحسنة، قد تم بتدرج ويسر كسب تأييد الشعب العقاني الذي رحب به كدليل على نهضة البلاد ورفاهيتها.

القرن الخامس عشر

1401 هجرية 1980 ميلادية على الرغم من عدم وجود قطع مسكوكة تحمل التاريخ 1401هـ أو1402 هـ فإن البنك المركزي قد أصدر ورقة نقدية فئة 50 ريالا في 23 يوليو1982.

وفي سنة1403هـ /1983م أصدرت عمان عملة تذكارية خاصة بعام الشبيبة وهي عبارة عن مجموعة مؤلفة من ثلاث قطع نقدية صدرت ضمن احتفالات العيد الوطني .

أما العملة الوحيدة التي تحمل التاريخ 1404هـ /1983م فهي اصدار جديد للمئة بيسة الأصغر حجما. لقد كان عيب العملة الأصلية التي سكت في سنة 1390كونها كبيرة الحجم وثقيلة الوزن على حد سواء. إذ بلغ وزن القطعة الواحدة 31ر11 جرام، ولذلك لم تحظ بنفس شعبية الورقة النقدية من فئة 100 بيسة.

لم تسك أية عملة معدنية تحمل التاريخ 1405هـ، الا أن البنك المركز قام في الأول من يناير 1985 باصدار ورقة نقدية من فئة في السلسلة الثالثة التي ظهر عليها الشعار الوطني كنقش رئيسي على وجه الورقة. ويبدو الآن أن الورقة من فئة 200 بيسة تلاقي اقبالا أكثر من الورقة النقدية من فئة ربع ريال.

في سنة 1406هـ/ 1985- 1986م احتفلت سلطنة عمان بالذكر الخامسة عشرة للعيد الوطني باصدار خاص لعملات تذكارية من الذهب والفضة، كما قامت أيضا باصدار كميات جديدة من النقود من فئات 50و20و10و5 بيسات.

وفي العام التالي، احتفلت السلطنة بالذكرى السنوية الخامسة والعشرين للصندوق العالمي للحياة البرية (ورلد وايلد لايف فاند) باصدار قطعتين من النقود. وظهرت على القطعة الذهبية صورة طائر مائي (الاطيش المقنع)، بينما ظهرت على ظهر القطعة الفضية صورة عقاب.

كان الاصدار الوحيد الذي يحمل تاريخ 1408هـ يتمثل في قطع نقود اعيد اصدارها من "سلسلة القلاع" المؤلفة من 4 قطع سكت لأول مرة في عام 1397هـ.

واحتفل البنك المركزي العماني بعام الزراعة سنة 1409هـ/1988م باصدار قطعتين تذكاريتين كلتاهما تحملان نفس النقش على الظهر.

في سنة 1410هـ جرى اصدار كميات جديدة من النقود الأكثر تداولا في البلاد.

في بداية سنة 1405هـ/1985م استبدل البنك المركزي العماني بالاصدار الثالث من الاوراق النقدية مجموعة جديدة تحمل صورة  صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم على وجه العملة ونقوشا مختلفة على الظهر. واكتمل الاصدار الرابع عندما بدأ التداول رسميا بالورقة النقدية الجديدة فئة 5 ريالات في سنة 1990م /1411هـ.

وفي إطار احتفالاته بالذكرى العشرين للعيد الوطني، قام البنك المركزي العماني باعداد مجموعتيين (ممتازة واعتيادية ) مؤلفة كل منها من ست قطع نقدية تذكارية. وتصور هذه القطع عدة جوانب هامة من التنمية الوطنية في البلاد خلال عشرين عاما من عمر النهضة، وقد خصصت القطعتان الكبيرتان، (فئة العشرين ريال الذهبية في المجموعة الممتازة وفئة الريالين  الفضية في المجوعة الاعتيادية )، لابداء العرفان والولاء للقيادة الحكيمة التي تمتعت بها سلطنة عمان في عد صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله. ولابراز الأهمية البالغة للتربية والتعليم نقش المبنى الإداري لجامعة السلطان قابوس على القطعتين من فئة 100 بيسة. وفي إطار اهتمام القيادة الرشيدة بالتنمية الزراعية وموارد المياه وضعت صورة لحقول تروى بالافلاج ومزارع نخيل على القطعة فئة 50 بيسة كما ان الاهتمام بالرعاية الصحية الشاملة ينعكس في المنظر العام للمستشفى السلطاني الذي ظهر على القطعة من فئة 25بيسة، كما تم نقش صورة المبني الرئيسي للبنك المركزي العماني الكائن في منطقة مطرح التجارية على القطعة فئة 10بيسة وذلك لابراز الأهمية المناطة بانشاء المؤسسات المالية. ان الدور الهام للشباب والرياضة في البلاد قد عبر عنه بالمرافق الممتازة لمجع السلطان قابوس الرياضي الذي تظهر صورته على القطعة فئة بيسات.

باستعراض مجموعة عام 1990 نختتم هذا العرض للمسكوكات والنقود التي كانت متداولة في سلطنة عمان في الماضي وتلك التي لا تزال متداولة حتى يومنا هذا.

وقد اصدر البنك المركزي العماني كتابا موسوعيا. نهلنا من مادته سطور هذا البحث.